الدهيماء
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الدهيماء
الدهيماء
يا هول مأساة لها عيني بكت *** جزعاً يذيب جوانحي وفؤادي
( قبح المعيدي ) مائلاً أبصرته *** والفاجعات شواخصاً وبوادي
فالمهلكات وجوهها قد عددت *** مثنى ، ثلاث ، والهليك أحادي
جوع وداء في جسيم ناحل *** وجحيم قفر محرق وأعادي
يا للمهالك والبراءة قد بدت *** كشواء صيد في يد الصياد
ما للنجاة تقطعت أسبابها ؟ *** الموت يبدو آكد الآكاد
لكأنّي أسمع صرخة مخنوقة *** لطفولة هي تستغيث ، تنادي :
لا ذنب لي يا من أردتم مهلكي *** لم تحرقون مراتعي وبلادي ؟
لا شيء لي فيها سوى جوع برى *** عودي ، وأردى في الحياة مرادي
لا شيء غير الموت يحدوني وما *** غير التراب يمدني بوساد
انظر إلى كوخي بقفر موحش *** ما باله متناثر الأعواد ؟
تخبرك حاله عن مآسي أهله *** إذ بات نهب مطامع وأعادي
مدت له الأطماع كفاً آثماً *** وتخطفته مخالب وأيادي
فجنت جناه وورثت فيه الأسى *** والجوع يعصر فلذة الأكباد
دارت بـ ( دارفور ) الدهيماء التي *** دهمت ربا ( صومالنا ) و ( تشاد )
طحنت رحاها مطعمي بل أعظمي *** تكفيك رؤية منظري بمفادي
طفلٌ ، حُرِمْتُ طفولتي في مهدها *** ولبست ثوب كهولتي بولادي
ورضعت خوفاً قاتلاً لكنني *** لم أَدّر وجه مناصر ومعادي
كم من عيون نحو كوخي حدّقت *** ولكم أكفُّ قد عبثن بزادي
حلّت بكوخي ، أحللت فيه الأسى *** كالداء يطحن أعظمي وعمادي
ما كان غروا فعلهم ، لكنني *** مستغرب ، من بالسلام ينادي
كم من شعار زائف قد هزني *** باسم الطفولة كم سمعت منادي
ما بالها تلك الشعارات اختفت ؟ *** أم أن عيناً كحلت برماد ؟
هل أنكرتْ فينا الطفولة برأها ؟ *** أم أنها قد أنكرت لسوادي ؟
إن كان لوني داعياً في مهلكي *** فلماذا يُهلك ( درة ) أو ( شادي ) ؟
وبأي حق دمرت أوطاننا ؟ *** لا شيء ، لكن رغبة بقيادي
ما بال ( يافا ) و ( الرصافة ) دثّرت *** فيها الأمومة في ثياب حداد ؟
( حق الحياة ) فالكلاب حظت به *** وحياتنا محفوفة بكساد
بـ ( الأمن ) أو ( دعوى السلام ) كليهما *** ( الشرق ) أضحى منتدى الإفساد
فيه يُرى الإرهاب ( طفلاً ) حاملاً *** ( حجراً ) بوجه مدافع وعتاد
حكم الفراعن أن تباد طفولتي *** فلقد رأوها مشعلاً لجهاد
ما كان جرمي غير جدّي ( مؤذّن ) *** للمصطفى طه البشير الهادي
و( أمية ) ما زال قلبه موغراً *** بعداوتي مملوء بالأحقاد
وصى بها ( صفر الوجوه ) أبناءه *** فتواترت منهم إلى الأحفاد
إني بقومي ، يا لعُظم مصيبتي *** ما بالهم في غفلة ورقاد ؟
يا للعروبة للعروبة إذ غدت *** أضحيّة بصبيحة الأعياد
والموت يُمْضي في بنيها حكمه *** مُتصنّع الأسباب والأبعاد
إني أراه جاثماً في داخلي *** داء يفتّ مفاصل الأوتاد
وأراه خلفي من عيون رواصد *** لبقايا شلو مُهْلَكٍ ومباد
فكأنه في وجه ( باول ) إذ أتى *** ( دارفور ) يخفي مطمعاً بوداد
طبع العُقاب – إذا الفريسة أحجمت *** عنها الهوام – يكون بالمرصاد
أعداؤنا لعدائنا قد ( غرقدوا ) *** وتسوّروا بمسلّح ومشاد
هم يرسمون خريطة لطريقهم *** وطريقنا مفعومة بقتاد
يبدون وجهاً بالسلام موشحاً *** يغرون فيه أعين القواد
هم قلة جاسوا خلال ديارنا *** وجموعنا بغثائها المزياد
إني – وإن أمست يباباً بلدتي *** وتحولت أفياؤها لرماد –
سأظل أجثو ساجداً في طهرها *** رغم العناء وكثرة الرصاد
ليصير موتي فوق أرضي عزة *** لطفولتي ، وليعظم استشهادي
إني إذا ما مت تنبت أعظمي *** جيلاً بقدر صلابتي وعنادي
جيل له نور المصاحف مرشد *** إني عقدت من هداه قلادي
مهما يكن عجزي فحبي موطني *** فخر ، وموتي في حماه مرادي
صادق عباس حزام - عدن
يا هول مأساة لها عيني بكت *** جزعاً يذيب جوانحي وفؤادي
( قبح المعيدي ) مائلاً أبصرته *** والفاجعات شواخصاً وبوادي
فالمهلكات وجوهها قد عددت *** مثنى ، ثلاث ، والهليك أحادي
جوع وداء في جسيم ناحل *** وجحيم قفر محرق وأعادي
يا للمهالك والبراءة قد بدت *** كشواء صيد في يد الصياد
ما للنجاة تقطعت أسبابها ؟ *** الموت يبدو آكد الآكاد
لكأنّي أسمع صرخة مخنوقة *** لطفولة هي تستغيث ، تنادي :
لا ذنب لي يا من أردتم مهلكي *** لم تحرقون مراتعي وبلادي ؟
لا شيء لي فيها سوى جوع برى *** عودي ، وأردى في الحياة مرادي
لا شيء غير الموت يحدوني وما *** غير التراب يمدني بوساد
انظر إلى كوخي بقفر موحش *** ما باله متناثر الأعواد ؟
تخبرك حاله عن مآسي أهله *** إذ بات نهب مطامع وأعادي
مدت له الأطماع كفاً آثماً *** وتخطفته مخالب وأيادي
فجنت جناه وورثت فيه الأسى *** والجوع يعصر فلذة الأكباد
دارت بـ ( دارفور ) الدهيماء التي *** دهمت ربا ( صومالنا ) و ( تشاد )
طحنت رحاها مطعمي بل أعظمي *** تكفيك رؤية منظري بمفادي
طفلٌ ، حُرِمْتُ طفولتي في مهدها *** ولبست ثوب كهولتي بولادي
ورضعت خوفاً قاتلاً لكنني *** لم أَدّر وجه مناصر ومعادي
كم من عيون نحو كوخي حدّقت *** ولكم أكفُّ قد عبثن بزادي
حلّت بكوخي ، أحللت فيه الأسى *** كالداء يطحن أعظمي وعمادي
ما كان غروا فعلهم ، لكنني *** مستغرب ، من بالسلام ينادي
كم من شعار زائف قد هزني *** باسم الطفولة كم سمعت منادي
ما بالها تلك الشعارات اختفت ؟ *** أم أن عيناً كحلت برماد ؟
هل أنكرتْ فينا الطفولة برأها ؟ *** أم أنها قد أنكرت لسوادي ؟
إن كان لوني داعياً في مهلكي *** فلماذا يُهلك ( درة ) أو ( شادي ) ؟
وبأي حق دمرت أوطاننا ؟ *** لا شيء ، لكن رغبة بقيادي
ما بال ( يافا ) و ( الرصافة ) دثّرت *** فيها الأمومة في ثياب حداد ؟
( حق الحياة ) فالكلاب حظت به *** وحياتنا محفوفة بكساد
بـ ( الأمن ) أو ( دعوى السلام ) كليهما *** ( الشرق ) أضحى منتدى الإفساد
فيه يُرى الإرهاب ( طفلاً ) حاملاً *** ( حجراً ) بوجه مدافع وعتاد
حكم الفراعن أن تباد طفولتي *** فلقد رأوها مشعلاً لجهاد
ما كان جرمي غير جدّي ( مؤذّن ) *** للمصطفى طه البشير الهادي
و( أمية ) ما زال قلبه موغراً *** بعداوتي مملوء بالأحقاد
وصى بها ( صفر الوجوه ) أبناءه *** فتواترت منهم إلى الأحفاد
إني بقومي ، يا لعُظم مصيبتي *** ما بالهم في غفلة ورقاد ؟
يا للعروبة للعروبة إذ غدت *** أضحيّة بصبيحة الأعياد
والموت يُمْضي في بنيها حكمه *** مُتصنّع الأسباب والأبعاد
إني أراه جاثماً في داخلي *** داء يفتّ مفاصل الأوتاد
وأراه خلفي من عيون رواصد *** لبقايا شلو مُهْلَكٍ ومباد
فكأنه في وجه ( باول ) إذ أتى *** ( دارفور ) يخفي مطمعاً بوداد
طبع العُقاب – إذا الفريسة أحجمت *** عنها الهوام – يكون بالمرصاد
أعداؤنا لعدائنا قد ( غرقدوا ) *** وتسوّروا بمسلّح ومشاد
هم يرسمون خريطة لطريقهم *** وطريقنا مفعومة بقتاد
يبدون وجهاً بالسلام موشحاً *** يغرون فيه أعين القواد
هم قلة جاسوا خلال ديارنا *** وجموعنا بغثائها المزياد
إني – وإن أمست يباباً بلدتي *** وتحولت أفياؤها لرماد –
سأظل أجثو ساجداً في طهرها *** رغم العناء وكثرة الرصاد
ليصير موتي فوق أرضي عزة *** لطفولتي ، وليعظم استشهادي
إني إذا ما مت تنبت أعظمي *** جيلاً بقدر صلابتي وعنادي
جيل له نور المصاحف مرشد *** إني عقدت من هداه قلادي
مهما يكن عجزي فحبي موطني *** فخر ، وموتي في حماه مرادي
صادق عباس حزام - عدن
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى