أربعة نساء
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
أربعة نساء
فوضى واختلاط ، وحرية مطلقة تسود العالم الذي نعيشُ فيه ، حقا حتى في البلاد العربية تغيرتْ ملامح الحياة كثيرا ، وأصبحت الحشمة والحياء والخَفَر كلمات بلا مرادفات على أرض الواقع ، لكن هنا في بلاد الثلج والبرد والضباب تختلف الأشياء كثيرا ، فالحرية يبالغ القانون في حمايتها الذي يتحرر حتى من الدين كمربي أو رادع للسلوكات المعوجة من حيث الأخلاق ، عكس البلاد العربية التي ما يزال فيها بقايا أخلاق بفضل ديننا الحنيف .
هنا في البلاد الغرْبية يسألون عن الكثير من الأشياء ، يريدون أن يعرفوا كل شيء عن الحياة العربية ، وعن الإسلام ، لذلك كان إدريس كثير الجدل مع زُملائه الغرْبيين الذين يعمل معهم ، خصوصا وهو يعلم بتلك الصورة القاتمة والمعتمة التي يرسمونها عن الإنسان العربي بصفة عامة والمسلم بصفة خاصة ، ويَسِمُونَه بالتخلف والرجعية والانحطاط ، ورفض إدريس لهذه الصورة هو الذي جعله يبذل قصارى جهده لإفراغ ذاكرة الغرْب من تلك الحُمُولات الخاطئة ، وإعادة مَلْئِها بما يسْتوجب أن يكون عليه الإنسان العربي المسلم ، كما جاء في القرآن الكريم (كُنْتُم خير أمة أُخْرِجَتْ للناس تأمرون بالمعروف وتنْهَون عن المنكر) .
ذات صباح ومع البوادر الأولى على أن العمل لم يكن بالكثْرة المألوفة ، نظرا لقلة الطلب في ذلك اليوم ، تجمع الزملاء فيما بيْنهم كما اعتادوا في مثل هذه الحالات ، يتبادلون أطراف الحديث ، وفي لحظة صمت قصيرة ، أدار "مارك" نحو إدريس وسأله بطريقة مملوءة بالسخْرية والاستهزاء :
- هل حقا يمكن للمسلم أن يتزوج من أربعة نساء !؟ .
أجابه إدريس في ثقة واطمئنان وهو يدرك مدى حجم مكره واستهزائه :
- نعم ..فقط أربعة نساء ..وبشروط لابد منها.
كان إدريس يدرك أن مثل هذه الأجوبة تحلو للغرْبيين سماعها كي تعلو صيحاتهم وقهقهاتهم بهذه الأمور التي تبدو لهم في غاية الغرابة ، ضحك "مارك " وكل الحضور ملء فيهم ، مما قاله إدريس ، لكن هذا الأخير واثق كما كل مسلم من جمال وروعة وحكمة دينه الحنيف . بدأت تلك الضحكات الصاخبة تخْمد شيئا فشيئا ، قال "مارك " وهو ينظر إلى إدريس تارة وأخرى إلى أصدقائه :
- وتقول أربعة نساء فقط !!!!؟؟؟؟؟ .
رد إدريس في ثقة واطمئنان تام :
- ألم يكن من الأجدر بك "مارك " وكل زملائك تأجيل هذه الضحكات الصاخبة حتى ترى الجواب !؟ خصوصا أن الأمر هنا يتعلق بعقيدة متينة ، ويعتنق الإسلام ملايين المسلمين ...
قاطعه "مارك " :
- هنا.. لايمكنك الزواج إلا من واحدة .....
- أما نحن ، فأربعة نساء ، وأكرر لفظ "فقط" كحد أقصى ، وبتوفر الشروط اللازمة لذلك ، أهمها الورع الديني ، والعدل ، والغنى المادي ، والصحة الجسدية ... وكل ذلك لحكمة من الله تعالى ، أنتم تجهلونها بكل تأكيد !! إضافة إلى أن هذا الزواج يكون بطريقة مشروعة ، مكتوبة ومُوَثقة ، لأنه ميثاق غليظ ومسؤولية عظيمة لبنا الأسرة والمجتمع الإسلامي .
- ولماذ أنت مُصِر على لفظ "فقط " مع أن الأمر يتعلق بأربعة نساء جُمْلة واحدة !؟
- سأجيبك بطرح سؤال لك ، على أن تجيبني بكل صراحة ، وبدون التواء أو مراوغة ، وليشهد كل زملاؤك هذا الجدال ...اتفقنا ؟
- اتفقنا
- كم عرفْتَ أنت مثلا من امرأة طيلة حياتك !؟ وأقصد علاقة جنسية !؟ .
أجاب "مارك" بكل تلقائية ، وبدون تردد ، وهو يضحك وينظر ألى زملائه :
- عشرات ، بل أزيَد من مائة !!!!
- إَذن أدْركتَ الآن لماذا استعملتُ لفظ "فقط" ، لأن الله تعالى يُدْرِك طبيعة الإنسان ، فهو الذي خلقَه ، ويُخْبِرُنا عز وجل عن هذا في القرآن ، حيْثُ يقول : (ألا يعلمُ مَنْ خَلَقَ وهو اللطيف الخبير ) ، كما يأْمُرُنا الله جل وعلا أن نتزوج من واحدة فقط ، في حالة عدم توفر هذه الشروط . أما هذا الاختلاط السافر الذي تعيشونه ، والمتمثل في الزنا ، فالإسلام يرفضه ويُحَرمُه ، ويُعاقِبُ عليْه . والمسلم يرفض أن يعيش مع امرأة عرفَتْ هي الأخْرى عشرات الرجال !!!!!
احمر وجهُ "مارك " ، وانكمَشَتْ عضلاتُ جسْمِه ، وبدا بدون روح ، وقد أدرك هو وزملاؤه مدى تفوق ونجاح الإنسان المسلم من بيْن كل الشعوب ، في ظل مايعرفه هذا العالم من أنواع الفساد والظلم ...وهذه الإباحية التي لاينجو منها سوى المسلم الأصيل ، بفضل دين قوي ومتين اسمه الإسلام .
بعد عدة أيام مرت كمرور البرق الخاطف ، جاء "مارك" إلى إدريس ، صافحه مصافحة المُبارِك والمُهَنئ في المناسبات الغالية والمليئة بالنجاحات الكبرى ، بصدق وبدون سُخْرِية أو تَهَكم ، وهمس في أذُنِه :
- لقد أدركْتُ أشياء رائعة وجميلة عن الإسلام ، وأنا الآن في سجال وبَحْث عن الحقيقة ، وأقول لك بكل صراحة : ما أعظم دينكم ...
هنا في البلاد الغرْبية يسألون عن الكثير من الأشياء ، يريدون أن يعرفوا كل شيء عن الحياة العربية ، وعن الإسلام ، لذلك كان إدريس كثير الجدل مع زُملائه الغرْبيين الذين يعمل معهم ، خصوصا وهو يعلم بتلك الصورة القاتمة والمعتمة التي يرسمونها عن الإنسان العربي بصفة عامة والمسلم بصفة خاصة ، ويَسِمُونَه بالتخلف والرجعية والانحطاط ، ورفض إدريس لهذه الصورة هو الذي جعله يبذل قصارى جهده لإفراغ ذاكرة الغرْب من تلك الحُمُولات الخاطئة ، وإعادة مَلْئِها بما يسْتوجب أن يكون عليه الإنسان العربي المسلم ، كما جاء في القرآن الكريم (كُنْتُم خير أمة أُخْرِجَتْ للناس تأمرون بالمعروف وتنْهَون عن المنكر) .
ذات صباح ومع البوادر الأولى على أن العمل لم يكن بالكثْرة المألوفة ، نظرا لقلة الطلب في ذلك اليوم ، تجمع الزملاء فيما بيْنهم كما اعتادوا في مثل هذه الحالات ، يتبادلون أطراف الحديث ، وفي لحظة صمت قصيرة ، أدار "مارك" نحو إدريس وسأله بطريقة مملوءة بالسخْرية والاستهزاء :
- هل حقا يمكن للمسلم أن يتزوج من أربعة نساء !؟ .
أجابه إدريس في ثقة واطمئنان وهو يدرك مدى حجم مكره واستهزائه :
- نعم ..فقط أربعة نساء ..وبشروط لابد منها.
كان إدريس يدرك أن مثل هذه الأجوبة تحلو للغرْبيين سماعها كي تعلو صيحاتهم وقهقهاتهم بهذه الأمور التي تبدو لهم في غاية الغرابة ، ضحك "مارك " وكل الحضور ملء فيهم ، مما قاله إدريس ، لكن هذا الأخير واثق كما كل مسلم من جمال وروعة وحكمة دينه الحنيف . بدأت تلك الضحكات الصاخبة تخْمد شيئا فشيئا ، قال "مارك " وهو ينظر إلى إدريس تارة وأخرى إلى أصدقائه :
- وتقول أربعة نساء فقط !!!!؟؟؟؟؟ .
رد إدريس في ثقة واطمئنان تام :
- ألم يكن من الأجدر بك "مارك " وكل زملائك تأجيل هذه الضحكات الصاخبة حتى ترى الجواب !؟ خصوصا أن الأمر هنا يتعلق بعقيدة متينة ، ويعتنق الإسلام ملايين المسلمين ...
قاطعه "مارك " :
- هنا.. لايمكنك الزواج إلا من واحدة .....
- أما نحن ، فأربعة نساء ، وأكرر لفظ "فقط" كحد أقصى ، وبتوفر الشروط اللازمة لذلك ، أهمها الورع الديني ، والعدل ، والغنى المادي ، والصحة الجسدية ... وكل ذلك لحكمة من الله تعالى ، أنتم تجهلونها بكل تأكيد !! إضافة إلى أن هذا الزواج يكون بطريقة مشروعة ، مكتوبة ومُوَثقة ، لأنه ميثاق غليظ ومسؤولية عظيمة لبنا الأسرة والمجتمع الإسلامي .
- ولماذ أنت مُصِر على لفظ "فقط " مع أن الأمر يتعلق بأربعة نساء جُمْلة واحدة !؟
- سأجيبك بطرح سؤال لك ، على أن تجيبني بكل صراحة ، وبدون التواء أو مراوغة ، وليشهد كل زملاؤك هذا الجدال ...اتفقنا ؟
- اتفقنا
- كم عرفْتَ أنت مثلا من امرأة طيلة حياتك !؟ وأقصد علاقة جنسية !؟ .
أجاب "مارك" بكل تلقائية ، وبدون تردد ، وهو يضحك وينظر ألى زملائه :
- عشرات ، بل أزيَد من مائة !!!!
- إَذن أدْركتَ الآن لماذا استعملتُ لفظ "فقط" ، لأن الله تعالى يُدْرِك طبيعة الإنسان ، فهو الذي خلقَه ، ويُخْبِرُنا عز وجل عن هذا في القرآن ، حيْثُ يقول : (ألا يعلمُ مَنْ خَلَقَ وهو اللطيف الخبير ) ، كما يأْمُرُنا الله جل وعلا أن نتزوج من واحدة فقط ، في حالة عدم توفر هذه الشروط . أما هذا الاختلاط السافر الذي تعيشونه ، والمتمثل في الزنا ، فالإسلام يرفضه ويُحَرمُه ، ويُعاقِبُ عليْه . والمسلم يرفض أن يعيش مع امرأة عرفَتْ هي الأخْرى عشرات الرجال !!!!!
احمر وجهُ "مارك " ، وانكمَشَتْ عضلاتُ جسْمِه ، وبدا بدون روح ، وقد أدرك هو وزملاؤه مدى تفوق ونجاح الإنسان المسلم من بيْن كل الشعوب ، في ظل مايعرفه هذا العالم من أنواع الفساد والظلم ...وهذه الإباحية التي لاينجو منها سوى المسلم الأصيل ، بفضل دين قوي ومتين اسمه الإسلام .
بعد عدة أيام مرت كمرور البرق الخاطف ، جاء "مارك" إلى إدريس ، صافحه مصافحة المُبارِك والمُهَنئ في المناسبات الغالية والمليئة بالنجاحات الكبرى ، بصدق وبدون سُخْرِية أو تَهَكم ، وهمس في أذُنِه :
- لقد أدركْتُ أشياء رائعة وجميلة عن الإسلام ، وأنا الآن في سجال وبَحْث عن الحقيقة ، وأقول لك بكل صراحة : ما أعظم دينكم ...
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى