-]المسجد الأقصى وذنوبنا
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
-]المسجد الأقصى وذنوبنا
الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. ثم أما بعد :
فلو كتبت كتاباً بدمع العين .. ووجيف القلب .. وخفق الضلوع .. لما وفيت بيت المقدس حقه .. كيف لا وفلسطين أرض النبوات والبركات .. أرض الرباط والجهاد .. زهرة المدائن .. أرض الإسراء والمعراج ..
فإلى أمانة المسلمين ( المسجد الأقصى ) .. من تصحو المآذن لصوته .. وتتزلزل الأرض لندائه .. أفديك يا أقصاه بالدنيا وما ملكت يمين .. أفديك يا أنقى أسير لدى الطغاة الظالمين .. أفديك يا عبق التاريخ يا أرض الجدود الفاتحين .. أفديك يا أقصاه بمن خانوا ومن جبنوا على مر السنين ..
يا اقصاه .. يااااا جرح .. يا من عدّك العادون في عداد المقدسات !!! واليوم عن نداءاتك قد صمت الآذان .. ما هنْتَ ولن تهون .. فأنت نور عيوننا ونبض قلوبنا .. كل ذرة من ثراك .. كل شبر من رباك .. شهد مرور نبي عليه أو نزول ملك من الملائكة .. فأنت الأمانة العظيمة التي أودعت عندنا من عهد الطيبين الصالحين .. فمن فرّط فيك ، فهو خائن لله ورسوله .. تعرى من الحياء ولباس التقوى .. ولا بد من أن نعريه ونفضحه أمام أجيال الأمة ..
ولكن في كثير من الأحيان نحارب الباطل .. نستبطىء زوالَه .. ولكن في نفس الوقت نغذيه ونقويه علينا .. بذنوبنا ومعاصينا!
كم من طاغية جاثم على صدر ومقدرات الأمة وددنا أن يزول .. وبنفس الوقت نمده بحبل من القوة من عند أنفسنا بسبب معاصينا وذنوبنا، وانحرافنا عن الحق .. يبتلينا الله به بسبب ـ بل بأسباب ـ من عند أنفسنا ..!!
كم من معركة هُزم فيها المسلمون .. وانتصر فيها أعداؤهم .. بسبب بعض الذنوب والمعاصي التي كان قد ارتكبها بعض المسلمين أو الجند .. وكانوا لا يلقون لها بالاً!!
أعجب لأناس ـ هم من أبناء جلدتنا، ويتحدثون بلغتنا ـ يرفعون الشعارات من اجل الأقصى وفلسطين.. وهم يرتكبون الموبقات والكبائر .. وكثير منهم لا يتورع أن يُظهر الكفر البواح ..!
هؤلاء ـ علموا بذلك أم لم يعلموا ـ يطيلون عمر الظلم في ربوع الأقصى .. ويُطيلون أمد البطش .. وأمد معاناة أهل فلسطين ..
هم سبب رئيسي في تأخير النصر .. وحصول الجلاء!
نصر الله ـ يا قوم! ـ لا يتنزل .. إلا إذا نصرنا الله .. ونصرنا لله يكون بامتثال أوامره .. وبالانتهاء عن نواهيه وزواجره .. أن نأخذ الإسلام كله ـ وليس بعضه ـ بقوة وصدق وجد: إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم.
نصر الله يتنزل عندما نصلي الفجر في القدس .. كما نصلي ظهر الجمعة في القدس!
أهل الباطل أوهن من بيت العنكبوت لو كنتم تعلمون .. ومع ذلك فهم أقوياء .. لا لأنهم أقوياء بحق .. بل لأننا نحن الضعفاء .. فقوتهم تأتي من جهة ضعفنا .. وضعفنا يأتي من جهة ذنوبنا ومعاصينا، وتفرقنا في ملل، وأحزاب ما أنزل الله بها من سلطان .. يأتي من جهة شرودنا عن الطاعة، وإقامة الصلاة ..!
احذر يا أخا الإسلام أن تمد الباطل .. أن تمد الطواغيت الظالمين بمدد من القوة والحياة ..
أن تمدهم بذلك بذنوبك .. فتكون عوناً لهم على إخوانك وأنت لا تدري!!
واعلم أن ذنبك في الحجاز والشام .. يؤثر على تأخيرنصر
إخوانك في فلسطين والشيشان والعراق وخراسان!!
«يا ايها الذين آمنوا كونوا انصار الله»
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى