ابيات رائعة
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
ابيات رائعة
صفت السماء فخالفت من عهدها والفصل للأمطار والأنواء
شفافة يبدي جميل نقائها ما في ضميرك من جميل نقاء
جادت عليك بشمسها وكأنها لك تستقل جلالة الإهداء
وليلة رائقة البهاء
وليلة رائقة البهاء مشوبة الظلام بالضياء
أشبه بالجارية الغراء في حلة شفافة سوداء
باد جمالها على الخفاء سكرى من النسيم والأنداء
جرت الفلك على الدأماء خافقة الفؤاد بالرجاء
خفيفة كالظل في الإسراء تبدي افترارا في ثغور الماء
كأنما طريقها مرائي والشهب فيها أعين روائي
بمشهد من عالم الأضواء في متراءي البحر والسماء
يحملها الموج على الولاء والريح تحدوها بلا حداء
كأنما الأسماع في الأحشاء والدهر في سكينة الإصغاء
يا مصر دار السعد والهناء ومهبط الأسرار والإيحاء
عليك من هذا المحب النائي سلام قلب ثابت الولاء
يهواك في السراء والضراء
كنا وقد أزف المساء
كنا وقد أزف المساء نمشي الهوينا في الخلاء
ثملين من خمر الهوى طربين من نغم الهواء
متشاكيين همومنا وكثيرها محض اشتكاء
حتى إذا عدنا على صوت المؤذن بالعشاء
سرنا بجانب منزل متطامن واهي البناء
فاستوقفتني وانبرت وثبا كما تثب الظباء
حتى توارت فيه عني فانتظرت على استياء
وارتبت في الأمر الذي ذهبت إليه في الخفاء
فتبعتها متضائلا أمشي ويثنيني الحياء
فرأيت أما باديا في وجهها أثر البكاء
ورأيت ولدا سبعة صبرا عجافا أشقياء
سود الملابس كالدجى حمر المحاجر كالدماء
وكأن ليلى بينهم ملك تكفل بالعزاء
وهبت فأجزلت الهبات ومن أياديها الرجاء
فخجلت مما رابني منها وعدت إلى الوراء
وبسمت إذ رجعت فقلت كذا التلطف في العطاء
فتنصلت كذبا ولم يسبق لها قول افتراء
ولربما كذب الجواد فكان أصدق في السخاء
فأجبتها أني رأيت ولا تكذب عين راء
لا تنكري فضلا بدا كالصبح نم به الضياء
يخفي الكريم مكانه فتراه أطيار السماء
ثم انثنينا راجعين وملء قلبينا صفاء
مفكهين من الأحاديث العذاب بما نشاء
فإذا عصيفير هوى من شرفة بيد القضاء
عار صغير واجف لم يبق منه سوى الذماء
ظمآن يطلب ريه جوعان يلتمس الغذاء
ولشد ما سرت بهذا الضيف ليلى حين جاء
فرحت بطيب لقائه فرح المفارق بال
هده قصائد جبران خليل جبران
شفافة يبدي جميل نقائها ما في ضميرك من جميل نقاء
جادت عليك بشمسها وكأنها لك تستقل جلالة الإهداء
وليلة رائقة البهاء
وليلة رائقة البهاء مشوبة الظلام بالضياء
أشبه بالجارية الغراء في حلة شفافة سوداء
باد جمالها على الخفاء سكرى من النسيم والأنداء
جرت الفلك على الدأماء خافقة الفؤاد بالرجاء
خفيفة كالظل في الإسراء تبدي افترارا في ثغور الماء
كأنما طريقها مرائي والشهب فيها أعين روائي
بمشهد من عالم الأضواء في متراءي البحر والسماء
يحملها الموج على الولاء والريح تحدوها بلا حداء
كأنما الأسماع في الأحشاء والدهر في سكينة الإصغاء
يا مصر دار السعد والهناء ومهبط الأسرار والإيحاء
عليك من هذا المحب النائي سلام قلب ثابت الولاء
يهواك في السراء والضراء
كنا وقد أزف المساء
كنا وقد أزف المساء نمشي الهوينا في الخلاء
ثملين من خمر الهوى طربين من نغم الهواء
متشاكيين همومنا وكثيرها محض اشتكاء
حتى إذا عدنا على صوت المؤذن بالعشاء
سرنا بجانب منزل متطامن واهي البناء
فاستوقفتني وانبرت وثبا كما تثب الظباء
حتى توارت فيه عني فانتظرت على استياء
وارتبت في الأمر الذي ذهبت إليه في الخفاء
فتبعتها متضائلا أمشي ويثنيني الحياء
فرأيت أما باديا في وجهها أثر البكاء
ورأيت ولدا سبعة صبرا عجافا أشقياء
سود الملابس كالدجى حمر المحاجر كالدماء
وكأن ليلى بينهم ملك تكفل بالعزاء
وهبت فأجزلت الهبات ومن أياديها الرجاء
فخجلت مما رابني منها وعدت إلى الوراء
وبسمت إذ رجعت فقلت كذا التلطف في العطاء
فتنصلت كذبا ولم يسبق لها قول افتراء
ولربما كذب الجواد فكان أصدق في السخاء
فأجبتها أني رأيت ولا تكذب عين راء
لا تنكري فضلا بدا كالصبح نم به الضياء
يخفي الكريم مكانه فتراه أطيار السماء
ثم انثنينا راجعين وملء قلبينا صفاء
مفكهين من الأحاديث العذاب بما نشاء
فإذا عصيفير هوى من شرفة بيد القضاء
عار صغير واجف لم يبق منه سوى الذماء
ظمآن يطلب ريه جوعان يلتمس الغذاء
ولشد ما سرت بهذا الضيف ليلى حين جاء
فرحت بطيب لقائه فرح المفارق بال
هده قصائد جبران خليل جبران
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى